متحف قصر شدا التراثي

يقع "متحف قصر شدا التراثي" في طرف ساحة البحار في مدينة أبها، ويمثل أحد النماذج المعمارية البارزة التي ارتبطت بالتاريخ القديم لمدينة أبها.

يتألَّف هذا القصر من أربعة أدوار، وقد صمَّمه الشيخ عبدالوهاب بن محمد آل ملحة، وزير مالية أبها آنذاك، ليكون سكنًا له، وتتناقل الروايات أن تاريخ بناء القصر يعود إلى عام 1347هـ / 1927م.

وقد رُوعي الترتيب العام لمنازل القصر ومساكنه أثناء توزيع القطع المتحفية على مرافقه، وتضم قاعات هذا المتحف نماذج متعددة من القطع التراثية التي استخدمها الإنسان في هذه المنطقة، مثل المصنوعات الفخارية المطليَّة وغير المطلية، والأدوات الزراعية التي تعكس جانبًا من أنماط العمل الزراعي التقليدية، مثل: المحراث الخشبي، وأدوات جلب الماء، والأدوات الزراعية، إلى جانب مجموعة من عناصر الضيافة التقليدية، وما يتصل بتحضير القهوة العربية من الأدوات والأواني والدِّلال، والمصنوعات الخوصية، التي تُظهر مهارات الصناعة اليدوية المحلية، ومجموعة من المصنوعات المعدِنية، وأواني حفظ الحبوب، وأدوات الوزن الخشبية، ووسائل التخزين التقليدية المصنوعة من الجلد.

وتتوزع مقتنيات المتحف على طوابق القصر الأربعة، فقد تم تخصيص الدور الأول لعرض الأدوات الزراعية، وأدوات النقل والسفر، وذلك لإبراز الأنشطة المرتبطة بالحياة الاقتصادية والتنقل، أما الطابق الثاني فيمثل تصورًا للمجلس العسيري، ويحتوي أيضًا على بعض المخطوطات والكتب والمراجع التي تُعنى بتاريخ المنطقة وجغرافيتها، مما يتيح للزائر فرصة التعرف على جوانب علمية وثقافية من تاريخ المنطقة، وفي الطابق الثالث نماذج من المستلزمات التقليدية للرجل والمرأة، فقد خصصت الغرفة الأولى من هذا الدور لعرض جهاز الرجل، مثل: أسلحته، وملابسه، إلى جانب بعض الأدوات الطبية القديمة، وبعض القطع الأثرية التي جُلبت إلى المتحف بعد افتتاحه، أما الغرفة الثانية فهي مخصصة لعرض أدوات المرأة، مثل: الحلي، وأدوات الزينة، والملابس، بالإضافة إلى بعض مستلزمات الأطفال، وبذلك يقدم المتحف صورةً شاملة عن تفاصيل الحياة الأسرية في البيئة المحلية التقليدية.