متحف قصر المصمك

قصر المصمك من أهم المعالم التاريخية في المملكة العربية السعودية، إذ يمثل رمزًا لاستعادة مدينة الرياض وتوحيد المملكة، ويقع في الحي القديم، وسط مدينة الرياض، وهو حصنٌ محكَم مربع، مبني وفق مخططٍ معماري يعتبر نموذجًا متكاملًا للعمارة الحربية والمدنية، ويعد جداره الخارجي من أهم وسائله الدفاعية، نظرًا لسمكه الذي يبلغ نحو مترين عند الباب، ومن ذلك جاءت تسميته باسم المسمك أو المصمك، الذي يعني أنه البناء القوي والقصر السميك الحصين ومرتفع الجدران.

وقد كان المصمك دارًا للسكن والحكم، وبيتًا للمال، ثم استُخدم بعد ذلك كمستودعٍ للذخيرة والأسلحة، وبقي يُستخدم لهذا الغرض إلى أن تقرر تحويله إلى معلَم تراثي، ثم تمَّ تحويل هذا المعلَم إلى متحف، وافتتح سنة ۱٤۱٦هـ / ۱۹۹٥م.

ويتكون قصر المصمك من دورين: أرضي وعلوي، ويتألف دوره الأرضي من الأقسام التالية:

- بوابة القصر: تتوسط الجهةَ الغربية للقصر، وهي مصنوعة من جذوع النخيل وأخشاب الأثل، أما الباب فتوجد عليه ثلاث عوارض، وفي وسطه فتحة صغيرة تسمى بالخوخة، تستخدم كبوابة صغيرة تتسع لمرور شخص واحد.

- المسجد: يقع على يسار الداخل إلى القصر، ويتألف من غرفةٍ كبيرة بها عدة أعمدة، وفي جدرانه أرفُف للمصاحف، إلى جانب محرابٍ مجصَّص.

- المجلس (الديوانية): يقع في مواجهة الداخل إلى القصر، وهو حُجرة مستطيلة الشكل، بها "وجار" تقليدي لإيقاد النار.

- البئر: تقع في الجهة الشمالية الشرقية من القصر، وقد تم حفرها لتأمين الماء داخل القصر، خصوصًا في أيام الحصار.

- الأبراج: يوجد في كل ركنٍ من أركان قصر المصمك الأربعة برجٌ أسطواني الشكل، يبلغ ارتفاعه قرابة 18م، ويحتوي على أمكنة للرمي، وفي وسط القصر برجٌ مربع الشكل يُشرف على القصر، ويسمى بـ"المربعة".

ويتضمن القصر فناءً تحيط به غرفٌ ذات أعمدة يتصل بعضها ببعض من الداخل، إلى جانب ثلاث وَحداتٍ سكنية، خصصت الأولى لإقامة الحاكم، والثانية لبيت المال، والثالثة لإقامة الضيوف.

أما الدور العلوي، فيتكون من غرفٍ مطلة على الفناء، إضافة إلى بعض الغرف المخصصة للسكن.

وبعد أن تم تحويل هذا القصر إلى متحف، أصبح يضم عدَّة قاعات، تحتوي على لوحاتٍ تشمل صورًا وخرائط تحكي ملحمة استرداد الرياض، وقصةَ توحيد المملكة على يد الملك عبدالعزيز رحمه الله، بالإضافة إلى قطع من الأسلحة المستخدمة آنذاك، من بنادق وسيوف، إلى جانب صورٍ ولوحاتٍ عن التنمية الحديثة في المملكة، وبعض المعروضات التراثية، والأفلام التسجيلية، والملصقات الحائطية.